نشأت هذه التوجيهات عن سلسلة من المحادثات بين الصحفيين وصانعي الأفلام ذوي الخبرة الذين عملوا بانتظام على القصص التي تتناول العنف الجنسي والتعذيب في البلدان التي تعاني من النزاعات.

يتمتع كل من يؤدي هذا العمل بأفضل النوايا. لكن في مرحلة ما، كلنا سنسأل أنفسنا عما إذا كان مخاطر مشاركتنا ستؤدي للمزيد من الأذى بالأشخاص الذين نحاول سرد قصصهم.

أعضاء وسائل الإعلام يكونون في الغالب أول من يقابل الناجين من العنف الجنسي في حالات النزاع و لكن نادرًا ما يتلقون أي تدريب أو دعم يحتاجون إليه لأداء هذا العمل بأمان وفعالية.

من هنا جاءت الحاجة لهذا المورد. تلخص الإرشادات القضايا إلى ثمانية مجالات مهارات رئيسية – والتي نعتقد أنه يتعين على أي صحفي أو صانع أفلام يعمل على العنف الجنسي المرتبط بالنزاع فهمها. ووُضعت هذه المقترحات الثمانية لقراءتها بعمق وبصيغة تسمح باستخدامها كأساس للمراجعة والمشاركة على نحو أسرع مع الزملاء. وهي تهدف لأن تكون عملية وسريعة التجاوب مع الحقائق على الأرض.

بينما كُتبت هذه المقترحات بواسطة العاملين في الإعلام للزملاء في المجال نفسه، إلا أنها نتجت عن سلسلة محادثات أوسع بكثير. وعند إعداد هذه المواد، استشرنا الناجين من العنف الجنسي المرتبط بالنزاع (بعضهن من النشطاء وجميعهن خبراء) وأطباء الصدمات النفسية والأخصائيين الاجتماعيين والمحامين، وكذلك المصورين الفوتوغرافيين وصانعي الأفلام والصحفيين والمحررين.

هذا مجال معقد وحتمًا لن يتفق الجميع مع كل توصياتنا. تلك التوصيات لن تغطي كل موقف يواجهه الإعلامي.

على الرغم من ذلك، حاولنا جاهدين تحقيق التوازن بين حقيقتين. الأولى هي أنه ما لم يتم توثيق أعمال العنف هذه، فلن تكون هناك فرصة لتوقفها. والثانية هي أنه عندما يتعلق الأمر بالعنف الجنسي، فإن كل ناجٍ يمتلك قصته الخاصة – فهي ليست ملكًا لنا.